أتساءلُ كثيراً عن النوم
تبدو لي مرحلة عجيبة
فترةٌ زمنية تغيبُ فيها عن عالمنا
هي فترةٌ ضرورية كي تستريح
ليس عقلُك فقط الذي يستريحُ بل جسدُك أيضاً
أتساءلُ عن النوم .. ليس من الناحيةِ العلمية.. إطلاقاً..
فإذا سألتَ العلمَ .. سيقولُ لك:
النوم هو عدةُ مراحلٍ
يحدثُ في المرحلةِ الأولى كذا و في الثانيةِ كذا و كذا .. و هكذا..
حتى رؤيةُ الاحلامِ يصفونها بمرحلةٍ يقومُ فيها المخُ بإفرازِ موادٍ كيميائية تجعلُك ترى المنام..
لكني أتعجبً حقاً من طبيعتِه
أتعجبُ مما يحدثُ فيه!!
فمثلاً هناك من يضعُ رأسَه فينامُ فوراً كأنه يضغطُ على ذرِ النوم.
و هناك من ينامُ أسرع عندما يكونُ مرهقاً و العكس، هناك أيضاً من يجدُ صعوبةً في النومِ عندما يكونُ مرهقاً.
هناك من يرى الاحلامَ،
و هناك من لا يرى شيئاً على الاطلاق.
هناك من يتحركُ كثيراً أثناءَ نومِه و هناك أيضاً من يظلُ ثابتاً طوالَ فترةِ النوم.
قد ترى حُلماً تشعرُ داخلَه أنه حقيقةٌ.
و قد ترى حُلماً وتدركُ أنه مجردُ حلمٍ و أنت تراه.
قد تنامُ نوماً عميقاً ثم تستيقظُ لتجدَ نفسَك فاقدَ الذاكرةِ فترة من الزمن ، لا تستطيعُ فيها أن تتذكرَ أين أنت أو ما هو الوقت الآن!
تعلمُ حتماً أن النومَ موتةٌ صغرى
وتعلمُ أن الموتَ تتلاقى فيه الأرواحُ..
بالطبعِ كلُ هذا غيبيات لا ندركُ كنهَها
لا نستطيعُ أن ندركَ كيف تتلاقى الأرواح بعدَ الموت..
لا نستطيعُ أن ندركَ هذا العالمَ الغامضَ الذي لم نخضْه بعد..
لكننا نخوضُ تجربةَ النومِ كلَ يوم.
تتغيرُ نظرتي للنومِ كل يوم
إذا أحسستُ بالإرهاقِ من النومِ
او إذا أحسستُ بالراحة.
إذا استطعتُ النومَ بعمقٍ أو إذا أصابني الأرق.
إذا رأيتُ حلماً فوضوياً أو إذا رأيتُ رؤيا واضحة.
إذا شغلني شيءٌ عن النومِ ف واصلتُ السهرَ و أصابني التعبُ و الإرهاق.
دعك من هذا الإرهاقِ الذي يصيبُني بعد سهرٍ طويل، فأنا لا أستطيعُ أن اصفَه لك !!
ليس كالإرهاقِ البدني بعدَ مجهودٍ بدني ثقيل.
و ليس حتى كالإرهاقِ الذهني الذي يصيبُك بعدَ مذاكرةٍ طويلة.
ولكنك تشعرُ كأنَّ كلَ خلايا جسدِك تتألمُ بسببِ عدمِ النوم.
فكلُ ما يصادفُني عن النومِ يجعلُني أتعجبُ أكثر من هذا العالمِ الغامض.
ألا تتفقُ معي أن هذه المرحلةَ تشبهُ حلقةَ وصلٍ بينك وبين عالمِ الغيب؟
فمثلاً ترى رؤيا واضحةً ثم تراها تتحققُ أمامَك في الحقيقة!
من الذي أخبرك بهذا ؟
من الذي أنبأك بحادثةٍ بعينِها ؟
ألا ترى معي أن هذا قد يكونُ حجةً عليك يومَ القيامة؟
فرؤياك الصادقة دليلٌ على وجودِ إله.
الإلهُ الذي أوجدَ الكون ويعلمُ كلَ ما فيه.
و يعلمُ الغيبَ وهو الذي أخبرك الرؤيا التي تحققت أمامَك.
وكما تعلمتُ من الدكتور مصطفى محمود
ليست رؤياك الواضحةُ الصادقة دليلاً على شفافيتِك و إيمانِك ..
ف فرعون موسى رأى رؤيةً صادقةً تنبؤه بزوالِ ملكِه بسببِ غلامٍ من بني إسرائيل و هو الفرعون الذي طغى و سعى في الأرضِ فساداً و دعا الناسَ لعبادتِه !!
أتساءل لماذا ذُعر لهذا الحد حتى أنه أمر بقتلِ ذكورِ بني إسرائيل
إلا لأنه يعلمُ يقيناً أن هناك خالقاً لهذا الكون يعلمُ الغيبَ حقاً وهو الذي أنذره بهذه الرؤيا لكنَّ فرعون أنكر واستكبر و زعم أنه قادرٌ على منعِ هذا القدر!!
فقد يرزقُك اللهُ رؤيا صادقة ليستقرَ الايمانُ في قلبِك فتصبحَ هذه الرؤيا حجةً عليك يومَ القيامة.
لذلك يجبُ عليك ألا تتفاخرَ برؤاك الصادقة!
دعك من هؤلاء الذين يتاجرون برؤاهم الصادقةِ و يدّعون أنهم يستطيعون أن يعلموا الغيبَ خلالَ نومِهم .. فهؤلاء لا يدركون أبداً ثقلَ حجتِهم.
بل و الاخطر إن كانوا لا يرون شيئاً و يدّعون الرؤيا !!
لأنهم لا يكذبون فقط على الناسِ و لكن يكذبون على الله و يدّعون أن اللهَ رزقَهم رؤيا لم يروها...
فما أسوأَ الكذبَ على اللهِ جل وعلا!!
فهل تغيرت نظرتُك للنومِ!!
و هل ستفكرُ و لو قليلاً في طبيعةِ هذه المرحلةِ التي أنت مقبلٌ عليها عندما تذهبُ للنوم.
د. سارة زغلول
تعليقات
إرسال تعليق
لا تنسوا الدعاء للموتى من المسلمين والمسلمات بالرحمة والمغفرة