كتاب الشفاعة - الدكتور مصطفى محمود
من أغرب الكتب وأكثرها رعبا التي قرأتها لهذا المفكر العبقري
من ناحية توضيح نقاط شائكة مكنتش قادرة افهمها حول موضوع الشفاعة
و من ناحية أخرى رعبني لأن موضوع الشفاعة ليس لإنقاذ كل مسلم مهما ارتكب من الذنوب..
على حسب تعبيره "مش محسوبية"
جمعلك كل الآيات اللي بتنفي مفهوم الشفاعة اللي احنا فاهمينه ، و في الاول و الآخر القرآن هو الكتاب الوحيد اللي ربنا وعد بحفظه
إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون
صدق الله العظيم
و بناءا عليه نقدر نفهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم و نقدر نستنتج إذا كان الحديث موضوع أو ضعيف أو مجرد إسرائيليات دخيلة بهدف تدمير العقيدة و إفساد مفهوم الدين والتحريض على التسيب والانحلال وفتح باب الجنة "سبهللة" و اعتبر أن هذا إفساد لجدية ذلك اليوم، يوم القيامة، الذي يشيب له الولدان و تزيغ فيه الأبصار .. و ده نتج عنه أمة متواكلة تعتقد أنها ستدخل الجنة فقط لأنهم شهدوا أن لا إله إلا الله .. فما أسهل الكلام !!
يقول الله عز وجل
وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ
ويقول
أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ
ويقول أيضاً
وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ.. صدق الله العظيم
و هذه الآية تنفي بشكل صريح فكرة خروج بعض المسلمين من النار و دخولهم الجنة
والقرآن لم يفرق بين عذاب المسلم و غير المسلم في بعض المواضع كالآيات التي تتحدث عن المنافقين و الظالمين والعصاة والقتلة
و يفترض أن الشفاعة هي مجرد بشرى من الشفيع لمن صلح عمله .. ليست محسوبية .. فكلنا نعلم أنه لا يدخل الجنةَ أحداً عملُه حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال "إلا أن يتغمدني الله برحمته"
و استشهد ببعض الأحداث التي نعرفها جيدا ولكن لم نفهمها ..
فمثلا .. النبي صلى الله عليه وسلم
لما نزلت عليه الآية
( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ )
قام النبي وبلغ كل أهل بيته
يا خديجة إني لن أغني عنكِ من الله شيئا
يا فاطمة إني لن أغني عنكِ من الله شيئا
يا فلان .. يا فلان .. ولم يترك أحدا إلا أبلغه!
يقول المولى عز و جل
قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.. صدق الله العظيم
فالأمر كله بيد الله وكله معلوم مسبقا عند الله
ويقول
وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا.. صدق الله العظيم
يقول الحق تبارك وتعالى
لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ.. صدق الله العظيم
فلا أحد يمكنه أن يشفع لأحد حتى الملائكة لا يمكنها أن تطلب من الله المغفرة لشخصٍ قد غضب الله عليه.
أما المقام المحمود الذي وعد الله نبيه به فهو أمر غيبي ولا أحد يعلمه ولا يجوز لنا أن نقرر أنه مقام الشفاعة التزاما بنص القرآن الكريم
يقول الله تبارك وتعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ .. صدق الله العظيم
ويختم أنه مثل كل مسلم
كلنا خطاؤون ونتمنى لو يشفع لنا النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا يمكن أن نخالف القرآن من أجل هوانا و من أجل معان تطمئن لها نفوسنا وتتكل على شفاعة النبي وهذا هو سبب كتابته لهذا الكتاب لتوضيح هذا الخلاف و المعاني التي انتشرت بشكل خاطئ نتج عنه أمة متواكلة منتظرة شفاعة نبيها لكي تدخل الجنة بدون عمل صالح
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها
صدق الله العظيم
كلام مهم جدا
ردحذف